يحاول بعض الأقزام استغلال دماء أبنائنا الطاهرة والمقدّسة التي سالت يوم أمس في أم الفحم من أجل أغراض انتخابية رخيصة، عن طريق الزجّ باسمي في مقاطع قاموا بقصّها وتركيبها وإخراجها من سياقها، وهو انحدار أخلاقي ليس بعده انحدار.
نعم أنا نهجي عقلاني، وحديثي وتعاملي سيبقى عقلانيًا وواقعيًا، لأني أحمل همّ مجتمعي قولًا وفعلًا، وأعي وأؤمن بالطريق إلى الحل، ولكني أيضًا أؤكد ما يلي:
أولًا: لقد استنكرت وهاجمت وانتقدت وتظاهرت ضد الشرطة وتقصيرها، وبنفس الوقت عملت وأعمل على محاولة تغيير سياساتها، بطريقنا ووفق ما نؤمن به.
ثانيًا: هيهات للحزب الشيوعي الإسرائيلي أن يزاود على الحركة الإسلامية وتاريخها ووطنيتها، لا يخفى على أحد من أين بدأنا الطريق ومن أين بدأوا. نحن بين الناس ومع أبناء شعبنا نخدمهم طيلة أيام السنة بمؤسساتنا الوطنية والميدانية العديدة، بينما جميعنا يعلم على ماذا يرتكز نشاطهم، وما هي أجنداتهم، والتي أصبحوا يخبّئونها اليوم بسؤال يوجّهونه للناخبين “هل هذه قضايا مجتمعنا الحارقة التي يجب أن نتحدّث حولها؟”، وأنا أقول لهم: أتحدّاكم إذا عملتم على قضايا مجتمعنا الحارقة، مثل قضية العنف والجريمة أو قضايا الأرض والمسكن ربع ما قدّمه نوّاب القائمة العربية الموحدة، ونحن جاهزون للتحدي.
ثالثًا: حلّ مشكلة العنف والجريمة في مجتمعنا يتطلّب عملًا متواصلًا ميدانيًّا وبرلمانيًّا. نعتز ونفتخر بكل ما يحصل في الميدان، ولكننا نعتب على أولئك الذين يتعاملون مع البرلمان بشكل غير صحيح، فعندما ينتخب مجتمعنا نائبًا مثل أيمن عودة فإنّما ينتخبه من أجل إيجاد حلول برلمانية وليس ميدانية، ولكن تصريحات عودة واهتمامه البالغ إعلاميًّا فقط بهذه القضية تتناقض مع عمله البرلماني، فالنائب وعلى سبيل المثال عضو في لجنة مكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، والتي تهتم بشكل مباشر بمحاسبة الشرطة وبناء خطة فعلية لمكافحة العنف والجريمة، وعقدت في السنة الأخيرة 27 جلسة برلمانية، حضر منها عودة 4 جلسات فقط، طبعًا انتقى تلك الجلسات التي بها اهتمام إعلامي وكاميرات.
برلمانيًّا أعمل ليلًا ونهارًا على قضيّة العنف والجريمة في مجتمعنا، وميدانيًّا يعرف القاصي والداني أنّني أبادر وأتواجد في كل مساعي الصلح بين الأطراف المتنازعة في كافة بلداتنا، في حين يأتي جماعة الشعارات والكاميرات وقت التقاط الصور فقط. وأنا جاهز للتحدي بهذه النقطة أيضًا، ولتكن لجان الإصلاح والعاملون على الصلح والسلم الأهلي في كل بلد حكمًا بيننا.
رابعًا: عجبي على أحزاب تطلّ علينا كلّ انتخابات، تردّد على مجتمعنا شعارات تدغدغ فيها العواطف، بذات الأسلوب المسرحي الذي لا يقدّم لمجتمعنا شيئًا، ثمّ تصمت صفحاتهم الفاعلة انتخابيًّا لتعود وتُفعّل في الانتخابات التالية بنفس العبارات ونفس الشعارات ونفس الطريقة التي أوصلت مجتمعنا إلى هذه النقطة. ليتهم يطلّون على أبناء مجتمعنا فيطرحون قناعاتهم بشفافية ووضوح، ويوضّحون طريقهم إلى حل قضايا مجتمعنا بعيدًا عن الشعارات والمزاودات على الآخرين. بدل استغلالكم لكلّ حدث فيه فيضان مشاعر كمركبة للوصول إلى قلوب الناخبين، تفضلوا وقولوا لنا ماذا ستفعلون، وكيف ستحلّون قضايا مجتمعنا الحارقة. لا يعقل أن يقتصر خطابكم مع الناس على المشاعر والعواطف، وأن تكون ذروة ما تقدّموه لمجتمعنا “أجا الغول، الحل صوتولنا”.
وللحديث بقية..