حسين الشاعر
صدقت الأمثال الشعبية التي تربينا عليها من أجدادنا وخاصةً بعد هطول الأمطار في مختلف أشهر السنة، ولشهر نيسان له واقع خاص وبالذات في شهر ربيع، كنت أسمعها من المسنين والأجداد، ومن بينها “شتوة نيسان بتحيي الأرض والانسان” و “مطرة نيسان بتساوي السكة والفدان والراقد ع الصيصان”.
فبعد غياب لأمطار الخير تهطلُ من جديد في شهر الخير، وكانت الأمثال لها واقع تدلُ على تراثنا وتاريخنا العريق.
اليوم نظرتُ متأملًا في سفوح الجبال والتلال والأشجار وصوت المطر يهطلُ كأنه يغردُ بمعزوفة البرق والرعد والأرض ترقصُ فرحًا وتزداد اخضرارًا بحيويتها ورونقها لتعكس بروحها على روح الإنسان بالتفاؤل والأمل.
ولتحيي الشجر والزرع كأنها كانت تنتظر هذ الزيارة الخاطفة لتكون الأوكسجين للزرع والأوكسجين لتغيير نفسية البشر التي تحتاج إلى غسيل في العقول والقلوب، وغسل الغيرة والحسد لتعود صافية كالماء وتذهب الهموم في وديان الحياة. فما أجمل هذه الأيام المباركة كلها أعياد وشهر عبادات، لعلنا نتعلم من تغيرات المناخ والطقس، ونتعلم أن الباري عز وجل يقسم الأرزاق ويوزع الأمطار لتكون دروسًا وحكمة واعتبار.